أول حرف في أخر سطر ..

أول حرف في أخر سطر ....









هكذا بدأت حكياتنا أول حرف ولاكن في نهاية


السطر ...






كٌنتِ ...





وكنتَ ...





طفلان صغيران لا يفقهان من الدنيا أي



شيء ..



لا يعرفان سو أن كليهما بحاجة الأخر..




لا يفقهان إلا بضع أمور تغرز بداخليهما



روح العطاء والوفاء إلا متناهي ..




لا يعرفان سو تشابك الأيادي كي تتواصل



أجسادهم وترتوي أرواحهم ,,






لا يعلمان سوي توحديهما هو هدف وسر



وجوديهما معاً بعالم لا يوجد من يشاركايهما


فيه ..






و توالت الأيام ,,




وكبرنا بشقاوة الأطفال ..



ونمونا ولعبنا بلعبة الكبار ولكن لا زلنا



نحلم بأحلام الطفولة والبراءة ..




كم هي رائعة تلك اللحظات ..




وكم هو جميل الحنين لتك الأيام ..




ولكن كم جميل لو بقينا أصدقاء أصدقاء



الطفولة والشقاوة ..




كبرنا معاً روح بروح وقلب بقلب ..




جسدان تغلفهم روح واحدة ..






بدأ الحب يجني ثمار صداقتنا ..



وبدأت المشاعر والأحاسيس تغمرنا أكثر



فأكثر ..



وفي يوم تشرق فيه أشعة الشمس الذابلة



أنطلقنا برحلة كي نستنشق بعض الهواء ..




الطقس في غاية الهدوء والعذوبة الرياح



ساكنة ..



والغيوم تتراقص بجوار قرص الشمس



الذي يعلن تواجده وانسحابه بنفس الوقت



في وسط السماء المليئة بالنجوم



المختبئة ..




كنا مثلها نختبئ منفصلين ونظهر معاً



حاملين الابتسامة التي تشرق بها



وجهونا ..



سرنا في ذالك اليوم مع هدوء أمواج البحر




وجلسنا بقربة وسمعنا ندائة ولبيناه ..




لأول يخبرني بتلك اللحظات بأنه يحبني ..





قالها وقالها ورددها كثير


أحبكِ ..


أحبكِ ..


أحبكِ ..




وفي كل مرة ينطق بها بتلك الكلمة



أتوه في بحوره أكثر فأكثر..




قلت له وملأ الكون أحبكَ ..



وبعرض السماء أحبكَ ..



وبكبر الجبال أحبكَ ..



وكبحر عيوني أحبكَ ..



وكليل سكوني أحبكَ ..




وبليل جنوني أحبكَ ..




ولليل عشقي أغرد أحبكَ ..





وقالها بملأ الكون وبملأ الأرض وصمد



واقفاً شامخاً أمام كل العالم ..



أحبكِ وأحبكِ وأعشقكِ حد الهذيان حد موتي


وانقطاعي عن الحياة ..



أحبكِ يا طفلتي أحبكِ يا أميرتي ..





أحبكِ وأحبكِ ..



وأموت في هواكِ ..



ومرت أيام وأيام طرزناها بعشقنا الخالد


السامي ...




وأخذت القبلات من شفاهنا طريقاً في كل



لقاء يجمعنا ...




وأخذت الهمسات واللمسات نصيباً من


أمسياتنا ..



ولقاء الشوق بعد الفراق يشعل النار فينا


أكثر فأكثر..





وتلاقي أحضان الحب والغزل يأخذ مجدة



بين آهات الوله والشوق ..



لقاء بعد لقاء يزيد الحب فينا وتزيد



الأشواق أكثر فأكثر ..




وفي يوم ما رن جرس الهاتف المحمول ..



الرقم غريب ..




فتحت الهاتف وأجبت بنعم ..




فقال المتصل مرحباً فقلت مرحباً ..





فقلت من تريد ..



فقال أرديك أنتي ..




فقلت له ماذا تريد مني ؟



فأجاب بصمت تغلغل أوصالي




وقال أريد أن أعشقكِ وسأفعل هذا ..



فأغلقت الهاتف فوراً ..



فعاود الاتصال فلم أجب ..



تركت الهاتف خلفي وسرت أردد بعقلي


ماذا قال ..



وبدأ يرسل لي الرسائل ...



يطالبني بالحديث معه ..



فأخبرته برسالة نصية واحدة أني مرتبطة


أرجوكَ أبتعد عني ...



فرد مجيباً قلتها لكِ أريد أن أعشقكِ


وسأفعل ...



فذهلت من إصراره ..



وبدأ يرسل مراسيل الغرام والهيام ..




وبدأت أنشد له ..




ولكن هناك شيء ما يأخذني إلي حبيبي ..




وشيء ما يشدني له لا أدري ما هو ..




فأصبحت أتعلق به أكثر فأكثر ..




فأصبحت هائمة في حبة ..




وقد تمكن من أسر قلبي ..



وبدأ يأخذ الحب من قلبي باتجاهه



ومشاعر البرود تغلف سمائي لحبيبي


الأول ...




وقال لي في يوم أريد أن أراكِ ...





فقلت له أين تريد أن يكون لقئنا ؟




فأجاب بالحديقة ...



فأستعربت ولكني ذهبت ..




وقال هل أدركتي حقيقة ما قلته لكِ




(( أريد أن أعشقكِ وسأفعل هذا ... ))




وتقابلنا ورسمت علي وجهي ابتسامة




الفرحة وجالت بعض الذكريات أمام


عيني ...





ومرت أيام ولازلت غارقة في بحور عشقي



السرمدي ...




وفي يوم ما قال لي أريد أن أراكِ علي


عجل ...



سأحمل لكِ بيدي باقة ورد حمراء بيدي ...




فذهبت متلهفة كي أعرف ما به في نفس



المكان ..



فوجدت حبيبي الأول ينتظرني حاملاً لي



باقة الورد الأحمر ...



ومكتوب عليها .....




أحببتكِ طفلة وكبرت علي يدي ...






ولكن لم أعلم أنكِ طفلة تعلمت فن كتابة



الحرف الأول في نهاية السطر ...





ولم أكن أدرك أنكِ ستضعي نقطة النهاية




كي أكمل المشوار بعيداً عنكِ ..





وضعتكِ باختبار قدمت لكِ صديقي



فأحببته ونسيتني ..




فأذاً أنتي لا تستحقي سوي أن تبقي مشردة



خلف الأسوار ..




وهذا أقسي قرار ...



فغرقت بدموعي ورحلت مذبوحة وقد



كسرت قلبي بيدي ونقشت أول حرف في




أخر السطر ....





(((سطر النهاية ... ونهاية السطر ...)))